هذه الحقيقة المزعومة في ضوء بعض الاكتشافات السيكولوجية، أو بالأحرى في ضوء الأساس الفسيولوجي لعلم النفس الذي وضعه العالم الشهير (بافلوف) مستخلصاً له من تجارب عديدة قام بها.
فقد كتب (بولتزير) معلّقاً على كلام (ستالين) الآنف الذكر:
«ولقد لاقت مبادئ المادية الجدلية هذه تدعيماً باهراً في العلوم الطبيعية بفضل الأبحاث الفسيولوجية التي قام بها العالم العظيم (بافلوف)، فقد اكتشف (بافلوف) أنّ العمليات الأساسية في النشاط المخّي هي الأفعال المنعكسة الشرطية التي تتكوّن في ظروف محدودة، والتي تطلقها الإحساسات سواء الخارجية أو الداخلية.
وأثبت (بافلوف): أنّ هذه الإحساسات تقوم بدور الإشارات الموجّهة بالنسبة لكلّ نشاط الكائن العضوي الحي.
وقد اكتشف من ناحية اخرى: أنّ الكلمات بمضمونها ومعناها يمكن أن تحلّ محلّ الإحساسات- التي تحدثها الأشياء- التي تدلّ عليها. وهكذا تكون الكلمات إشارات للإشارات، أي نظاماً ثانياً في العملية الإشارية يتكوّن على أساس النظام الأوّل، ويكون خاصّاً بالإنسان.
وهكذا تعتبر اللغة هي شرط النشاط الراقي في الإنسان، وشرط نشاطه الاجتماعي وركيزة الفكر المجرّد الذي يتخطّى الإحساس الوقتي، وركيزة النظر العقلي، فهي التي تتيح للإنسان أن يعكس الواقع بأكبر درجة من الدقّة.