عن الأفكار والآراء.
أمّا كيف عالجت الماركسية هذه النقطة الرئيسية، وبرهنت عليها؟ فهذا ما يتّضح في تأكيد الماركسية، على أنّ الأفكار وليدة اللغة، وليست اللغة إلّا ظاهرة اجتماعية. قال ستالين:
«يقال: إنّ الأفكار تأتي في روح الإنسان قبل أن تعبّر عن نفسها في الحديث، وإنّها تولَد دون أدوات اللغة، أي دون إطار اللغة، أو بعبارة اخرى: تولد عارية. إلّاأنّ هذا خطأ تماماً، فمهما كانت الأفكار التي تأتي في روح الإنسان فلا يمكن أن تولَد وتوجد إلّاعلى أساس أدوات اللغة، أي على أساس الألفاظ والجمل اللغوية، فليس هناك أفكار عارية متحرّرة من أدوات اللغة، أو متحرّرة من المادة الطبيعية التي هي اللغة. فاللغة هي الواقع المباشر للفكر، ولا يمكن أن يتحدّث عن فكر بدون لغة إلّاالمثاليون وحدهم»[1].
وهكذا ربط ستالين بين الفكر واللغة، واعتبر اللغة أساساً لوجود الفكر، فلا يمكن الحديث عن أفكار عارية دون أدوات اللغة.
وجاء بعد ذلك الكاتب الماركسي الكبير (جورج بولتزير) ليبرهن على
[1] جورج بولتزير، المادية والمثالية في الفلسفة: 77. ونودّ أن نشير بهذه المناسبة إلى أنّ هذا الكتاب ليس من نتاج جورج بولتزير، وإنّما قام بتأليفه كاتبان ماركسيان هما:( جي ميس) و( موريس كافيج) ومَنَحا كتابهما اسم( بولتزير)، ولأجل هذا نضيف ما في هذا الكتاب إليه.( المؤلف قدس سره)