إلى هطول المطر، فتكوّن الماء على الأرض.
وأمّا الثاني فقد استدلّ السيّد الاستاذ- دام ظلّه- على نزول المياه بأجمعها من السماء بآيات[1]:
منها: قوله تعالى: «وَ إِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ وَ ما نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ»[2].
ومنها: قوله تعالى: «أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسَلَكَهُ يَنابِيعَ فِي الْأَرْضِ …»[3].
ومنها: قوله تعالى: «وَ أَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَ إِنَّا عَلى ذَهابٍ بِهِ لَقادِرُونَ»[4].
والظاهر أ نّه لا دلالة في هذه الآيات الكريمة على نزول المياه بأجمعها من السماء.
أمّا الآية الاولى فهي أجنبية عن محلّ الكلام؛ لأنّ المراد من التنزيل فيها:
التنزيل المعنوي، لا التنزيل من السماء؛ لأنّ التنزيل من السماء لا يمكن أن يشمل جميع الأشياء، وقد صرّح في الآية بشمول التنزيل لجميع الأشياء، فلا تدلّ إذن على أنّ المياه نازلة من السماء.
وأمّا الآية الثانية فهي مخصوصة بماء المطر، ولا تدلّ على أنّ جميع المياه حتّى البحار- مثلًا- قد انزلت من السماء بقرينة قوله تعالى: «أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَل
[1] التنقيح 1: 18
[2] الحجر: 21
[3] الزمر: 21
[4] المؤمنون: 18