ويمكنكم أن تتصوّروا التضحيات العظيمة، والبطولات المستميتة في سبيل إقامة العدل على الأرض باسم هذا اليوم.
هذا اليوم هو اليوم الأوّل في تاريخ الإنسانيّة، سواءٌ قيّمناه على أساس ما حدث فيه، أو على أساس ما نتج عنه وأنّه[1] يوم (النبوّة الخاتمة).
وبمناسبة (النبوّة الخاتمة) اريد أن أتحدّث إليكم عن فكرة التغيير والتجديد في النبوّة، هذه الفكرة التي عاشتها ظاهرة النبوّة في تاريخ الإنسان على مرّ الزمن، حتّى وُضع لها الحدُّ النهائيُّ على يد الرسالة الإسلاميّة الخاتمة.
أسباب التجديد والتغيير في النبوّة:
التجديد والتغيير في النبوّة له أسباب عديدة معقولة يمكن أن يقوم على أساس أيّ واحدٍ [منها]، ويمكن أن يقوم على أساس أكثر من سببٍ [منها]:
السبب الأوّل: استنفاد غرض النبوّة:
السبب الأوّل ما إذا كانت هذه النبوّة قد استنفدت[2] أغراضها، واستكملت أهدافها، وأنهت شوطها المفروض عليها؛ فإنّه في مثل هذه الحالة لا بدّ لها أن تخلي الميدان لنبوّةٍ تحمل أهدافاً جديدة، وتحمل شوطاً جديداً لا بدّ أن تؤدّيه في خدمة الإنسان وتصعيده إلى المستوى المطلوب.
وأقصد بكون النبوّة تستنفد أغراضها: أن تكون النبوّة بالذات وصفةً لمرضٍ طارئ في حياة البشريّة.
هناك نقاطٌ من الضعف تطرأ بين حينٍ وحين، في بعض الأزمنة والأمكنة، في بعض المجتمعات البشريّة، تطرأ بعض الأمراض المعيّنة من الناحية الفكريّة
[1] في( ف) و( غ) و( و):« لأنّه»، وما أثبتناه هو الذي يبدو من صوت الشهيد الصدر( قدّس سرّه)، وهو الأنسب للسياق.
[2] في المحاضرة الصوتيّة:« استنفذت»، والصحيح ما أثبتناه وسنثبته في سائر الموارد.