المقدّمة:
نجتمع اليوم بمناسبة أروع ذكرى مرّت في حياة الإنسان، وفي يومٍ هو أشرف يومٍ في تاريخ الإنسان على الإطلاق، سواءٌ قيّمنا الأيّام بما تشتمل عليه من أحداث، أو بما تتمخّض عنه من نتائج؛ فإنّ هذا اليوم- بما يشتمل عليه من أحداثٍ- هو اليوم الأوّل في تاريخ الإنسان؛ لأنّه اليوم الذي استطاع فيه الإنسان أن يبلغ الذروة التي رشّحتها له «1» عشرات الآلاف من الرسالات والنبوّات، فأصبح قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى «2»، متمثّلًا في شخص النبي محمّد (صلّى الله عليه وآله). وكذلك إذا لاحظنا ما تمخّض عنه هذا اليوم العظيم.
وأنتم يمكنكم أن تتصوّروا الكمّية العظيمة من الطاعات والعبادات والأعمال النبيلة الزاخرة بكلّ معاني النبل الأخلاقي التي اتي بها بعد هذا اليوم، باسم هذا اليوم.
[و] «3» يمكنكم أن تتصوّروا العروش التي حُطّمت، والجبابرة الذين قُضي عليهم، وعهود الظلم والطغيان التي قُوّضت باسم هذا اليوم «4».