لوجه على أن لا يعصي، على أن لا ينحرف، على أن لا يخون الرسالة، هل بإمكان هذا الإنسان بعد هذا- ولو فارقته تلك الجلوة، ولو ذهب إلى ما ذهب، ولو عاش أيَّ مكانٍ وأيَّ زمان- هل يمكنه أن يعصي؟ هل يمكنه أن ينحرف؟ أو يتذكّر دائماً صورة وليّ الأمر! صورة الإمام (عليه السلام) وهو يأخذ منه هذه البيعة! يأخذ منه هذا العهد!
نفس هذه العمليّة يمكن أن يعملها أيُّ واحدٍ منّا، لكن في لحظة الجلوة، في لحظة الانفتاح.
كلّ إنسانٍ منّا يعيش لحظة لقاء الإمام من دون أن يلقى الإمام، ولو مرّةً واحدةً في حياته[1]، هذه المرّة الواحدة أو المرّتان أو الثلاثة يجب أن نعمل لكي تتكرّر؛ لأنّ بالإمكان أن نعيش هذه اللحظة دائماً، هذا ليس أمراً مستحيلًا، بل هو أمرٌ ممكن، والقصّةُ قصّةُ إعدادٍ وقصّةُ تهيئةٍ لأنْ نعيش هذه اللحظة، لأنْ نوسّع هذه اللحظة [في] حياتنا، لكي تأخذَ كلَّ حياتنا أو الجزءَ الأكبرَ من حياتنا.
لكن حتّى في حالة عدم توسعة هذه اللحظة، حتّى في حالة وجود لحظاتٍ أكثر بكثيرٍ نعيش فيها الدنيا، نعيش فيها أهواء الدنيا ورغبات الدنيا وشهوات الدنيا، مع هذا يجب أن تخلّف فينا تلك اللحظة رصيداً، يجب أن تخلّف فينا بذرةً، منعةً، عصمةً، قوّةً قادرةً على أن تقول: «لا» حينما يقول الإسلام: «لا»، «لا تُقدِم» حينما يقول الإسلام: «لا تُقدِم»، أو: «أقدِم» حينما يقول الإسلام: «أقدِم»، هذه اللحظة يجب أن نغتنمها، ويجب أن نختزن؛ لكي تتحوّل- بالتدريج- هذه المفاهيمُ إلى حقائق، وهذه الحقائق إلى محسوسات، وهذه المحسوسات إلى وجود نعيشه بكلّ عواطفنا ومشاعرنا وانفعالاتنا آناء
[1] العبارة الأخيرة- كما يظهر من السياق الآتي- متعلّقة بعيش اللحظة، لا بلقاء الإمام( عليه السلام).