عنه بأنّه يسمع الصوت ولا يرى الشخص[1]، هذا إحساس، إلّا أنّه إحساس ناقص.
ج- وقد يفترض أنّه أقلّ من ذلك، وهو الذي عبّر عنه في بعض الروايات بأنّه يرى الرؤيا في المنام[2].
هنا يرى شيئاً، هذه الرؤيا المناميّة طبعاً تختلف عن الرؤيا في اليقظة من حيث درجة الوضوح؛ فهنا فارقٌ كيفيٌّ بين الحسّ في الرؤيا المناميّة و [بين] الرؤيا في عالم اليقظة والانتباه الكامل.
هناك درجاتٌ من الحسّ، على وفق هذه الدرجات وضعت مصطلحات (الرسول) و (النبي) و (المحدَّث) و (الإمام) ونحوُ ذلك من المصطلحات، إلّا أنّ الذي يمثّل أعلى هذه الدرجات هو الوحي المتمثّل في مَلَكٍ يتفاعل معه النبي[3] تفاعلًا حسّيّاً من جميع جوانبه، كما كان يعيش سيّد المرسلين (صلّى الله عليه وآله) مع جبرائيل (عليه الصلاة والسلام).
هنا: رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يعيش الحقيقة الإلهيّة عيشاً حسّيّاً من جميع جوانبها، يعيشها كما نعيش نحن على مستوى حسّنا وجودَ رفيقنا وصديقنا، لكنْ مع فارقٍ بين هذين الحسّين بدرجة الفارق بين المحسوسَيْن.
الحسّ هو الذي يربّي النبي:
هذا الحسّ هو الذي استطاع أن يربّي شخصَ النبي، بهذا الحسّ رُبّي شخصُ النبي، اعدّ شخصُ النبي لكي يكون الممثّلَ الأوّلَ والرائدَ الأوّلَ لخطّ هذه القيم والمُثُل والأهداف الكبيرة.
يعني: هذا الحسّ قام بدور التربية للنبي؛ لأنّه استنزل القيم والمُثُل
[1] كما تقدّم في الهامش السابق، وهو( المحدَّث).
[2] وهو النبي، كما تقدّم آنفاً.
[3] في المحاضرة الصوتيّة إضافة:«( صلّى الله عليه وآله)»، واللازم حذفها.