روحيّاً في المجتمع الإسلامي، يساهم في تثبيت الإنسان المسلم عندما تعصف به المغريات، وشدّه إلى ربّه حينما تجرّه الأرض إليها، وتأكيد ما نشأ عليه من قيم روحيّة لكي يظلّ أميناً عليها في عصر الغنى والثروة، كما كان أميناً عليها وهو يشدُّ حجر المجاعة على بطنه.
وقد جاء في سيرة الإمام أنّه كان يخطب الناس في كلّ جمعة ويعظهم، ويزهّدهم في الدنيا، ويرغّبهم في أعمال الآخرة، ويقرع أسماعهم بتلك القطع الفنّيّة من ألوان الدعاء والحمد والثناء، التي تمثّل العبوديّة المخلصة لله سبحانه وحده لا شريك له[1].
وهكذا نعرف أنّ (الصحيفة السجّاديّة) تعبّر عن عمل اجتماعي عظيم كانت ضرورة المرحلة تفرضه على الإمام. إضافةً إلى كونها تراثاً ربّانيّاً فريداً يظلّ على مرّ الدهور مصدرَ عطاء ومشعل هداية ومدرسة أخلاق وتهذيب، وتظلّ الإنسانيّة بحاجة إلى هذا التراث المحمّدي العلوي، وتزداد حاجةً كلّما ازداد الشيطان إغراءً والدنيا فتنةً.
فسلام على إمامنا زين العابدين، يوم ولد، ويوم أدّى رسالته، ويوم مات، ويوم يُبعث حيّاً.
النجف الأشرف
محمّد باقر الصدر
***
[1] الكافي 72: 8، الحديث 29؛ الأمالي( الصدوق): 503.
وقد تقدّم للشهيد الصدر( قدّس سرّه) حديثٌ في غاية الاقتضاب عن الإمام زين العابدين( عليه السلام) في مطلع المحاضرة الثانية عشرة، فراجع.