عليَبنأبي طالب (عليه السلام)- على عظمته- يربّي أصحابه على أنّهم أصحاب الهدف، لا أصحاب نفسه.
يجب أن لا افكّر أنا، ويجب أن لا تفكّر أنت بأن تربّي أصحابك على أنّهم أصحابك، وإنّما هم أصحاب الرسالة. أيُّ واحد منكم ليس صاحباً للآخر، ولهذا يجب أن نجعل الهدف دائماً مقياساً، نجعل الرسالة دائماً مقياساً.
احكموا عليَّ في اللحظة التي أنحرف فيها عن الهدف؛ لأنّ الهدف هو الأعزّ والأغلى، هو ربُّ الكون الذي يجب أن تشعروا بأنّه يملككم، بأنّه بيده مصيركم، بيده مستقبلكم، بأنّه هو الذي يمكن أن يعطيكم نتائج جهادكم.
هل أنا اعطيكم نتائج جهادكم؟! أو أيُّ إنسان على وجه الأرض يمكن أن يعطي الإنسان نتائج جهاده، نتائج عمله، نتائج إقدامه على صرف شبابه، حياته، عمره، على زهده، على تحمّله آلام الحياة، تحمّله للجوع، تحمّله للظلم، تحمّله للضيم؟ من الذي يعطي أجر كلّ هذا؟ هل الذي يعطي أجر هذا هو أنا وأنت؟!
لا أنا ولا أنت يعطي أجر هذا، وإنّما الذي يعطي أجر هذا هو الهدف فقط. هذا هو الذي يعطي النتيجة والتقييم، هو الذي سوف يفتح أمامنا أبواب الجنّة، هو الذي سوف يغيِّر أعمالنا، هو الذي سوف يصحِّح درجاتنا.
إذاً، لا تفكّروا في أنّ أيَّ واحد منكم، في أنّ أيَّ واحد منّا مرتبط مع أيِّ واحد منّا، بل فكّروا هكذا: أنّ أيَّ واحدٍ منّا مرتبطٌ كلُّه مع أكبر من أيّ واحدٍ منّا، هذا الشيء الذي هو أكبر هو الله سبحانه، هو رضوان الله، هو حماية الإسلام، هو العمل في خطّ الأئمّة الأطهار (عليهم السلام).
وغفر [الله] لنا ولكم.
***