نحن الشيعة، ولكنّهم كانوا ينظرون إلى عليٍّ (عليه السلام) [على] أنّه المثل الأعلى، أنّه الرجل الصحيح الحقيقي للإسلام.
حينما قام نائب عبد الله بن الزبير يعلنُ سياسة عبد الله بن الزبير، وقال بأنّنا سوف نحكم بما كان يحكم به عمر وعثمان، قامت الجماهير، جماهير المسلمين تقول له: «لا، بل بحكم علي (عليه السلام)»[1].
فعليٌّ كان يمثّل اتّجاهاً في مجموع الامّة الإسلاميّة.
الخلافة العباسيّة كيف قامت؟ كيف نشأت؟ قامت على أساس دعوةٍ كانت تتبنّى زعامة الرضا من آل محمّد (صلّى الله عليه وآله)[2]. يعني: إنّ هذه الحركة استغلّت عظمة هذا الاتّجاه، وتجمُّعَ المسلمين حول هذا الاتّجاه، ولم يكن هؤلاء شيعة، أكثر هؤلاء لم يكونوا شيعة، لكن كانوا يعرفون أنّ الاتّجاه الصالح الحقيقيَّ الصلبَ العنيفَ كان يمثّله عليٌّ (عليه السلام) والواعون من أصحاب عليٍّ (عليه السلام) وأبنائه.
ولهذا، فإنّ كثيراً من أبناء العامّة هم من أصحاب الأئمّة (عليهم السلام)، كثيرٌ من أصحاب الأئمّة كانوا من العامّة[3]، بل من أئمّة العامّة ومن أكابر أصحاب الصادق (عليه السلام)[4].
كان الأئمّة (عليهم السلام) يفكّرون في أن يقدّموا الإسلام لمجموع الامّة الإسلاميّة،
[1] « فإنّا نشهدك أنّا لا نرضى أن تحمل فضل فيئنا عنّا، وألّا يقسم إلّا فينا، وألّا يُسار فينا إلّا بسيرة علي بن أبي طالب التي سار بها في بلادنا هذه حتّى هلك رحمة الله عليه» تاريخ الامم والملوك( الطبري) 11: 6؛ الكامل في التاريخ 213: 4؛ البداية والنهاية 265: 8.
[2] كذا في( م)، وفي( غ):« الصالح من آل محمّد»، وفي( ف):« الصادق من آل محمّد»، وراجع: أخبار الدولة العبّاسيّة: 194، 282؛ البدء والتاريخ 62: 6.
[3] راجع مثلًا: فهرست أسماء مصنّفي الشيعة ومصنّفاتهم( رجال النجاشي): 107، 205، 207، 310، 355، 409، 443.
[4] فقد كان أبو حنيفة ومالك من أصحاب الإمام الصادق( عليه السلام)، فراجع: الأعلام 126: 2.