التجربة على شفا الموت وأقرب إلى الفناء وأسرع إلى الهلاك.
هنا كان يتدخّل الإمام (عليه السلام)- وهذا خطٌّ عام سار الأئمّة (عليهم السلام) كلُّهم على هذا الخطّ كما قلنا[1]، وسوف نقول[2]-، فكان الإمام (عليه السلام) يتدخّل تدخّلًا إيجابيّاً موجِّهاً في سبيل أن ينقذ التجربة من المزيد من الضياع، ومن المزيد من الانحراف، ومن المزيد من السير في الضلال.
كلّنا نعلم بأنّ المشاكل العقائديّة التي كانت تواجه الزعامة السياسيّة بعد النبي (صلّى الله عليه وآله)، هذه المشاكل العقائديّة التي كانت تثيرها الحضارات الاخرى التي بدأت تندرج في الامّة الإسلاميّة، وكذلك الأديان الاخرى التي بدأت تعاشر المسلمين، هذه المشاكل العقائديّة لم تكن الزعامات السياسيّة قادرةً على حلّها، ولذا كان الإمام (عليه السلام) هو المُعينَ لتلك الزعامة في عمليّة التغلّب على تلك المشاكل:
* كلّنا نعلم بأنّ الدولة الإسلاميّة واجهت في عهد عمر خطراً من أعظم الأخطار، وهو خطر إقامة إقطاع لا نظير له في المجتمع الإسلامي[3]، هذا الإقطاع الذي كان من المفروض أن يُسرع في دمار الامّة الإسلاميّة، وذلك حينما وقع البحث بين المسلمين بعد فتح العراق في أنّه: هل توزّع أراضي العراق على المجاهدين المقاتلين، أو أنّها تبقى ملكاً عامّاً للمسلمين عموماً؟
وكان هناك اتّجاهٌ كبيرٌ بين المسلمين إلى أن توزَّع هذه الأراضي على المجاهدين، أي على الذين فتحوا العراق والشام ومصر وفارس.
[1] في المحاضرة السادسة، تحت عنوان: خلاصة دور الأئمّة( عليهم السلام) تجاه التسلسل المنطقي للانحراف، وفي المحاضرة السابعة، تحت عنوان: تخطيط الأئمّة( عليهم السلام) لمواجهة الانحراف، وفي هذه المحاضرة، تحت عنوان: موقف الأئمّة( عليهم السلام) من انحراف الزعامة وانهيار التجربة والامّة.
[2] في ثنايا هذه المحاضرة.
[3] كذا في( غ) و( ف)، وفي( م):« مجتمعات العالم».