استطاع أن ينتصر على نفسه ويعيش دائماً لرسالته وأهدافه، واستطاع أن يربّي أصحابه أيضاً على هذا المنوال.
هذا هو الخطّ الأوّل، وهو خطُّ محاولته تسلّمَ زمام التجربة الإسلاميّة.
الخطّ الثاني: خطُّ تحصين الامّة:
الخطُّ الثاني هو خطُّ تحصين الامّة التي كانت تواجه خطر العاملَين الكمّي والكيفي، اللّذَين سوف يجعلان هذه الامّة لا تعيش الإسلام إلّا زمناً قصيراً بحكم العامل الكمّي الذي سوف يُسرع في إفناء التجربة، وسوف لن تعيش إلّا تجربةً مشوّهةً بحكم العامل الكيفي الذي يفرض عليها.
ولذا، بدأ الإمام هنا بتحصين الامّة بالتغلّب على هذين العاملين:
1- معالجة العامل الكمّي:
أمّا التغلّب على العامل الكمّي، فكان في محاولة تمديد عمر التجربة. [و] حيث لا يمكن تمديدها بزعامته هو شخصيّاً، [فقد] كان ذلك التمديد باسلوبين:
أ- التدخّل الإيجابي الموجِّه[1] في حياة قيادة التجربة الإسلاميّة:
[الاسلوب] الأوّل هو عبارة عن التدخّل الإيجابي الموجِّه في حياة هذه التجربةبلحاظ قيادتها.
القادة والزعماء الذين كانوا يتولَّون هذه التجربة كانوا يواجهون قضايا كثيرةً لا يُحسنون مواجهتها، كانت تواجههم مشاكل كثيرة لا يحسنون حلَّها، ولو حاولوا حلَّها ومواجهتها لوقعوا في أشدِّ الأخطار والأضرار، ولأَوْقعوا المسلمين في أشدِّ التناقضات، ولأصبحت النتيجة المحتومة أقرب، ولأصبحت
[1] أو« الموجَّه»، وسنعتمد قراءتها بالكسر.