عن الإمام الحسين (عليه السلام)، فكان من الأنسب تقسيم المحاضرة إلى قسمين، وقد أشرنا إلى ذلك في محلّه.
ولكنّنا لم نُعمل ذلك في المحاضرة الثانية عشرة التي اشتملت على أربعة موضوعات: كلمة حول الإمام السجّاد (عليه السلام)، وحديث عن سبب كون معاوية أقدر على الاستمرار بخطّه من الإمام علي (عليه السلام) بخطّه، وإطلالة مختصرة على مرحلة الإمام الحسن (عليه السلام) وإطلالة مختصرة كذلك على مرحلة الإمام الحسين (عليه السلام)؛ لأنّ الموضوع الأوّل مختصرٌ جدّاً ولا يحسن فصله في محاضرة مستقلّة، ولأنّ الموضوعات الباقية جاءت- إلى حدٍّ ما- متّصلة وغير منفصلة انفصالًا حديّاً، إلى جانب كونها بمثابة توطئة لفصول الكتاب القادمة التي سيدرس (قدّس سرّه) فيها مرحلة الإمام الحسن (عليه السلام) ثمّ مرحلة الإمام الحسين (عليه السلام) بشكل أكثر تفصيلًا.
إذاً، فمراعاة التسلسل المنطقي لا يعني إهمال التسلسل التاريخي بالكليّة؛ لأنّ الشهيد الصدر (قدّس سرّه) قام بإلقاء مجموعة من المحاضرات حول محور واحد وبتسلسل تاريخيٍّ ومنطقيٍّ في آن، وربّما توفّر تاريخ الإلقاء بالنسبة إلى بعضها دون البعض الآخر، فكان لا بدّ من دراستها والاستفادة من الإرجاعات والإحالات التي تتردّد فيها، وهو ما ينطبق على جملة من محاضراته حول الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام).
وعلى كلّ حال، فبعد دراسة متأنيّة لمضمون المحاضرات انتهينا إلى تحديد التسلسل الذي يُراعي الضوابط التي حدّدها الشهيد الصدر (قدّس سرّه)، عسى أن نكون قد وفّقنا إلى ذلك، ثمّ قمنا بتوزيعها على فصول تعكس الترتيب المنطقي السابق.
وعلى هذا الأساس، قمنا بتقسيم الكتاب تقسيماً سداسيّاً:
1- مباحث تمهيديّة: حيث اشتمل هذا العنوان على محاضرتين لا