و- تحديد التسلسل التاريخي وإعمال التسلسل المنطقي للمحاضرات:
اختلفت طبعات الكتاب المتعاقبة في ترتيب هذه المحاضرات، فربَّ مقدَّم في إحداها مأخَّر في اخرى، ولكلٍّ مناطُه الخاص الذي أخضع له طبعته.
أمّا الترتيب الذي انتهينا إليه، فلا بدّ أوّلًا من التسليم بأنّه ليس بالضرورة ترتيباً تاريخيّاً؛ لعلمنا بأنّ أكثر هذه المحاضرات قد القيت بمناسبة وفيّات المعصومين (عليهم السلام)، فخضعت بالتالي إلى العامل التاريخي، والذي لا مبرِّر لسحبه على التسلسل المنطقي الذي حدّده الشهيد الصدر (قدّس سرّه) في بعض محاضراته وكرّره وأكّد عليه في بعضها الآخر.
والحقيقة أنّ هناك عدّة مشكلات واجهتنا في ترتيب المحاضرات من ناحية تاريخيّة، وقد اعتمدنا في ترتيبها على التواريخ الواردة في بعضها، وعلى الإحالات الداخليّة التي كان الشهيد الصدر (قدّس سرّه) يسجّلها في ثناياها. وحيث إنّ هذه المقدّمة لا تتّسع للدخول في تفاصيل المسألة، فقد اكتفينا في المقام بالتأكيد على أنّ الترتيب الذي اعتمدناه- خاصّة في المحاضرات المرتبطة بالإمام علي (عليه السلام)- جاء بعد دراسة متأنّية أخذت بعين الاعتبار الترتيب التاريخي، وقدّمت في الوقت نفسه الترتيب المنطقي.
ومراعاةً للجانب المنطقي هذا، فقد قمنا بتأخير المحاضرتين الحادية عشرة والثانية عشرة عن بقيّة محاضرات الفصل مع كونهما متقدّمتين زماناً؛ حيث قدّرنا- من خلال الإحالات- أنّهما قد القيتا في حدود 25/ محرّم/ 1388 ه-.
وعلى هذا الأساس أيضاً عمدنا إلى تقسيم محاضرة الشهيد الصدر (قدّس سرّه) حول الإمام الجواد (عليه السلام) إلى قسمين؛ لأنّه كان بصدد إكمال حديثه عن الإمام الحسين (عليه السلام)، ولكن حيث صادف في تلك الأيّام مرور ذكرى وفاة الإمام الجواد (عليه السلام) فقد تحدّث بعض الشيء عن إمامته المُبْكِرة، ثمّ رجع إلى الحديث