انحراف المثلّث الذي خلّفه رسول الله (صلّى الله عليه وآله):
حينما توفّي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) خلّف امّةً ومجتمعاً ودولة:
أقصد بالامّة: المجموعة من المسلمين الذين كانوا يؤمنون برسالته، ويعتقدون بنبوّته.
وأقصد بالمجتمع: تلك المجموعة من الناس التي كانت تمارس حياتها على أساس تلك الرسالة، وتنشئ علاقاتها على أساس التنظيم المقرّر لتلك الرسالة.
وأقصد بالدولة: القيادة التي كانت تتولّى زعامة ذلك المجتمع، والاشتغال على تطبيق الإسلام، وحمايته ممّا يهدّده من أخطار.
1- انحراف الدولة وانهيارها:
الانحراف الذي حصل يوم السقيفة كان انحرافاً- أوّل ما كان- في الدولة، في كيان الدولة؛ لأنّ القيادة اتّخذت طريقاً غير طريقها الطبيعي.
وقلنا بأنّ هذا الانحراف في زعامة التجربة- أي في الدولة- كان من الطبيعي- في منطق الأحداث- أن ينمو وأن يثبت وأن يتّسع حتّى يحيق بالتجربة نفسها، فتنهار الزعامة الحامية للإسلام، الزعامة التي تشرف على تطبيق الإسلام، هذه الزعامة- باعتبار انحرافها وعدم كونها قادرةً على تحمّل المسؤوليّة- تنهار في أمدٍ قصيرٍ أمام أيّ خطرٍ أو غزوٍ حقيقيٍّ تواجهه في