1- التفكير غير الإسلامي من ولاية الإمام عليِّ بن أبي طالب (عليه السلام):
ومن تلك الموانع العميقة: التفكير اللاإسلامي من ولاية عليِّ بن أبيطالب (عليه السلام).
رسول الله (صلّى الله عليه وآله) جعل عليّاً (عليه السلام) بعده حاكماً على المسلمين وإماماً لهم ككلّ. المسلمون- ولنتكلّم عن المسلمين المؤمنين بالله ورسوله حقّاً- لم يكونوا من الواعين بدرجةٍ كبيرة. نعم، كانت عندهم طاقة حراريّة تصل إلى درجة الجهاد، إلى الموت في سبيل الله.
هؤلاء الذين قاموا بعد النبي (صلّى الله عليه وآله) ضدَّ علي بن أبي طالب (عليه السلام) أنا لا أشكّ بأنّهم مرّت عليهم بعض اللحظات كانوا على استعدادٍ [فيها] لأنْ يضحّوا بأنفسهم في سبيل الله، وأنا لا أشكّ أنّ الطاقة الحراريّة كانت موجودةً عندهم.
سعد بن عبادة الخزرجي مثلًا- الذي عارض عليَّ بن أبي طالب (عليه السلام)، والذي فتح باب المعارضة عليه إلى حين[1]– كان مثل المسلمين الآخرين، ويجاهد مثلهم، غاية الأمر: لم يكن لديه وعي.
هؤلاء المسلمون المؤمنون بالله ورسوله لم يكونوا على درجةٍ واحدةٍ من الوعي، وكانت الكثرة الكاثرة منهم اناساً يملكون الطاقة الحراريّة [بدرجات] متفاوتة، ولم يكونوا يملكون وعياً. تبادر إلى ذهن عددٍ كبيرٍ من هؤلاء، فكّروا- وكان تفكيراً سطحيّاً- بأنّ محمّداً (صلّى الله عليه وآله) يريد أن يُعلي مجد بني هاشم، ويُعلي كيان هذه الاسرة، وأن يمدَّ بنفسه بعده، فاختار عليّاً (عليه السلام)، اختار ابن عمّه[2]؛
[1] باعتبار ما جرى في سقيفة بني ساعدة وعزم الأنصار في بداية الأمر تنصيب سعد بن عبادة بعد رسول الله( صلّى الله عليه وآله) قبل أن يحولّها عمر بن الخطّاب إلى أبي بكر، فراجع: تاريخ الامم والملوك( الطبري) 218: 3.
[2] من قبيل قول الحارث بن النعمان الفهري لرسول الله( صلّى الله عليه وآله) بعد تنصيبه عليّاً( عليه السلام):« يا محمّد! إنّك دعوتنا أن نقول: لا إله إلا الله فقلنا، ثمّ دعوتنا أن نقول إنّك رسول الله فقلنا وفي القلب ما فيه … ثمّ إنّك أقمت ابن عمّك فجعلته علماً وقلت: من كنت مولاه فعليٌّ مولاه، اللهمّ وال من والاه وعادِ من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله؛ أ فعنك أم عن الله؟ قال بل عن الله» تفسير فرات الكوفي: 506.