تعيش عليّاً (عليه السلام) «كمثلٍ أعلى»، فدوّنت العبارة في النسخ الثلاث الواصلة- (غ) و (ش) و (ن)-: «ثبت من أعلى»، إلى غير ذلك.
وتتجلّى المشكلة بشكل أكثر جديّة عندما يكون التغيير أكثر مساساً في المعنى؛ بحيث يؤدّي النصّ المدوّن- بحسب مدلوله اللغوي والسياقي- معنىً كاملًا، ولكن إذا رجعنا إلى المحاضرة الصوتيّة نجد أنّ مراد الشهيد الصدر (قدّس سرّه) مباينٌ له تماماً:
من قبيل ما ورد في المحاضرة الرابعة من النظر إلى الأئمّة بوصفهم «اناساً مظلومين فقط قد اقصوا عن مركز القيادة وأقرّت الأئمّة هذا الإقصاء»، بينما جاء في المحاضرة الصوتيّة: «وأقرّت الامّة».
أو من قبيل قوله (قدّس سرّه): «الذين استجابوا لدعوة الإمام الحسين هزّهم الإمام الحسين وهزّتهم هذه المظلوميّة»، فدوّنت في (غ): «هدّدهم الإمام الحسين وحدّثهم عن هذه المظلوميّة»، وعدّلت بنحوٍ آخر في (ش) و (ن).
إلى غير ذلك من الموارد الاخرى الكثيرة التي لا تسع لها هذه المقدّمة.
وعلى أيّة حال، فقد مكّنت مقابلة النسخ الصوتيّة بالنسخ المدوّنة من تقييم الأخيرة من حيث الدقّة والسلامة، الأمر الذي سهّل في المرحلة اللاحقة تحديدَ النسخة- أو النسخ- المعتمدة في كلّ محاضرة.
د- تحديد النسخة الأصل:
بعد أن تمّ تقييم مختلف النسخ الخطيّة من حيث الدقّة والسلامة، تمّ اعتماد أصلٍ لكلّ محاضرة من المحاضرات. ويتلخّص منهج اعتماد الأصل بما يلي:
ج كما سبق وأشرنا، فقد تمكّنا من إعادة ترميم إحدى عشرة محاضرة صوتيّة، تراوحت بين الكاملة والمشتملة على سقط؛ فحينما تتوفّر نسخة صوتيّة