كاملًا.
بالأمس القريب جزءٌ كبير من الماركسيّة في العالم انشطر [عن] قيادة الاتحاد السوفياتي، واتّهم [قادة][1] الاتحاد السوفياتي بأنّهم غير أهلٍ للحكم، بأنّهم غير مهيّئين لأنْ يكونوا قادةً للتجربة الماركسيّة[2]، يعني: غير معصومين بحسب لغتنا، إلّا أنّ نفي العصمة عنهم [هو] بمقاييس ماركسيّةٍ لا بمقاييسنا الخاصّة، أي ليس بمقاييس إسلاميّة.
الاتفاق حول أصل اشتراط العصمة، والاختلاف حول مقاييسها:
إذاً، فأصل الفكرة وجوهرها تؤمن به كلّ الاتجاهات العقائديّة، وإنّما مقاييسها[3] تختلف باختلاف طبيعة تلك الاتجاهات.
نعم، العصمة في الإسلام ذات صيغةٍ أوسع نطاقاً من العصمة في الاتجاهات العقائديّة الاخرى. وهذه السعة في صيغة العصمة تنبع من طبيعة سعة الإسلام نفسها؛ لأنّ العصمة- كما قلنا- هي: التفاعل الكامل والانصهار الشامل والتجاوب مع الرسالة في كلّ أبعاد الإسلام. والرسالة الإسلاميّة تختلف عن أيّ رسالةٍ اخرى في العالم؛ وذلك لأنّ أيّ رسالةٍ اخرى في العالم لا تعالج إلّا جانباً من الإنسان:
1- الماركسيّة- التي تمثّل أحدث رسالةٍ عقائديّةٍ في العالم الحديث- تعالج جانباً من وجود الإنسان، تترك الإنسان حينما يذهب إلى بيته، حينما يذهب الإنسان إلى مخبئه، حينما يخلو الإنسان بنفسه، ليس لها أيّ علاقة
[1] في المحاضرة المدوّنة:« قيادة».
[2] يبدو أنّه( قدّس سرّه) يقصد انشقاق ماوتسي تونغ عن الحركة الشيوعيّة العالميّة بعد إعلانه قيام جمهوريّة الصين الشعبيّة عام 1949 م، ومخالفته المثال السوفييتي بخمس وعشرين نقطة نظريّة، فراجع: موسوعة السياسة 701: 5.
[3] في( م) و( غ):« المقاييس لها»، وفي( ف):« المقياس للعصمة».