اشتراط العصمة في القائد:
قلنا[1]: إنّ الذين تسلّموا القيادة الفعليّة وزمام التجربة الإسلاميّة بعد النبي (صلّى الله عليه وآله) كان من المحتوم أن ينحدروا إلى الانحراف، ويزرعوا البذرة الصغيرة التي تنمو على مرّ الزمن لتأتي على التجربة وتحطّمها تحطيماً كاملًا بعد أن تبعد في التاريخ، بينما لو تسلّمها الأئمّة (عليهم السلام) لكان العكس، ولَمَا وجدت تلك البذرة.
ولكن قد يقال: إنّ الأشخاص الذين انتزعوا قيادة التجربة الإسلاميّة بعد النبي (صلّى الله عليه وآله) وإن كانوا غير مهيّئين سياسيّاً[2] وروحيّاً، وإن كانوا يعيشون راسباً جاهليّاً على النحو الذي ذُكر[3]، وبالتالي لم يكونوا يمثّلون الدرجة الكاملة للانصهار مع هذه الرسالة، هذه الدرجة التي هي شرطٌ أساسيٌّ لتزعّم هذه التجربة، [لكن] أَلا يكفي وجودُ أفرادٍ في الامّة يمكنهم أن يشرفوا على القيادة، فيعطوا الضمان والحماية الكافية لعدم انحراف القيادة، ولعدم مواكبتها لخطّ الرسالة؟!
الفكرة في هذا الحديث تقوم على هذا الأساس، على أساس أنّ قيادة
[1] في المحاضرتين السابقتين: الخامسة والسادسة.
[2] في( غ):« أساسيّاً».
[3] في المحاضرة السادسة، تحت عنوان: عدم كفاءة قيادة التجربة الإسلاميّة، الرواسب الجاهليّة.