النسخ- الأقرب إلى الأصل.
وبشكل عام، فقد تبيَّن لنا أنّه لا يوجد نسخة مطابقة للمحاضرة الصوتيّة وخالية من الأخطاء مائة في المائة، غاية الأمر أنّ بعضها أقرب إليها من البعض الآخر، ولذلك اصطلحنا عليها بالنسخ الام:
أمّا عدم المطابقة، فهو مبرَّرٌ إلى حدٍّ ما؛ لأنّ البُنية الأدبيّة لهذه المحاضرات تختلف حتّى عن بنية محاضرات الشهيد الصدر (قدّس سرّه) الاخرى التي ألقاها في مجال الفقه والاصول والتفسير الموضوعي؛ فبينما تتميّز المحاضرات الأخيرة بوضوح اللغة والتسلسل المنطقي والتدرّج المنهجي، تكاد الاولى تقترب من جوّ الحديث الداخلي الذي يتخلّله حديثٌ بالعاميّة، وبالتالي فمن المبرَّر للطالب أن لا يلتزم بتدوينها كلمةً كلمة.
أمّا عدم الخلوّ من الأخطاء، فقد تبيّن- وضمن نطاق النسخ المشتركة مع المحاضرات الصوتيّة- أنّه لا يوجد نسخة سليمة كليّاً عن الأخطاء، والتي نجمت- على ما يبدو في كثيرٍ منها- عن خللٍ في ضبط ما نطق به الشهيد الصدر (قدّس سرّه).
ومن باب المثال، فإنّنا نجد في المحاضرة الرابعة قول الشهيد الصدر (قدّس سرّه): «فسوف نواجه .. وتناقضاً من الناحية الشخصيّة بين الأدوات التي مارسها الأئمّة»، بينما جاء في المحاضرة الصوتيّة: «فسوف نواجه .. وتناقضاً من الناحية الشكليّة بين الأدوار التي مارسها الأئمّة».
أو حديثه (قدّس سرّه) في المحاضرة الخامسة عن الفكر الجاهلي و «العاطفة الجاهليّة»، فدوّنت «العاطفة» في (غ 1) و (غ 2) و (ه-) و (ن): «العاصمة»، وبقي مكان اللفظ فارغاً في (ش)، بينما حذفت العبارة من (ف).
أو حديثه (قدّس سرّه) في المحاضرة السابعة عشرة عن أنّ الامّة الإسلاميّة أصبحت