بأنّه موقف عقائدي لا أنّه موقف شخصي. المسلمون كلّهم يشعرون أنّه ليس بينه وبين الخلافة إلّا أنْ يقرَّ تصرّفاتِ عمر، إلّا أنْ يقرَّ سلوك عمر، فقال: «لا اريد هذه الخلافة»[1].
هذا موقفٌ لا يُمكن أن يفسَّر على أساس الصراع الشخصي، وإنّما يفسَّر على أساس أنّ هذا الرجل يمسك بيده نظريّةً جديدة للإسلام، نظريّةً غيرَ النظريّة التي طبّقها عمر بن الخطّاب، والتي طبّقها أبو بكر من قبله.
ثمّ بعد هذا لمّا جاء عثمان، ولمّا تكشّف الانحراف إلى درجةٍ لم يكن بحاجة إلى صعوبةٍ لتشعر به الامّةُ غيرُ الواعيةِ ذلك الوعيَ الكاملَ، شعرت الامّة الإسلاميّة بذلك الانحراف، خصوصاً في السنوات الأخيرة من خلافة عثمان.
دخل أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام) في الصراع بشكل مكشوف ليثبّت في الذهنيّة الإسلاميّة دعائم النظريّة الاخرى، فكان أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام) هو رمزَ نظريّةٍ إسلاميّةٍ للحياة الاجتماعيّة تختلف عن النظريّة المطبَّقة في واقع الحياة، وبقي رمزاً لهذه النظريّة الإسلاميّة للحياة الاجتماعيّة، على ما سوف نشرح في يومٍ آخر[2].
الآن انتهى الوقت؛ لأنّي أنا تعبت كثيراً، والموضوع [لم ينتهِ]، وسوف نؤجّله إن شاء الله إلى يوم آخر يكون الإشعار به في أيّام البحث[3].
***
[1] شرح نهج البلاغة 188: 1.
[2] وهو ما سوف يكرّره( قدّس سرّه) في محاضراته الباقية حول الإمام علي( عليه السلام)، وفي محاضراته حول الإمامين الحسنين( عليهما السلام).
[3] يقصد( قدّس سرّه) من البحث: درسه اليومي المعتاد. وفي آخر المحاضرة الصوتيّة يقول( قدّس سرّه):« الآن شيخ علي اقرأ».