المسلمين أصالتهم الفكريّة، وخطّ مواجهة موجة الرخاء التي سادت المجتمع الإسلامي في أعقاب الامتداد الهائل الذي شهده، وذلك من خلال سياسة إشاعة الدعاء التي اتّبعها الإمام (عليه السلام).
أو من قبيل حديثه- في محاضرة الإمام الرضا (عليه السلام)- عن أنّ المرحلة الثانية اشتملت على خطّين: خطّ التوعية وخطّ مواصلة تحريك ضمير الامّة.
فهذه كلّها خطوط فرعيّة تجلّت في حياة أفراد الأئمّة (عليهم السلام) بنحوٍ متفاوت بحسب الظرف العام الذي عاش فيه كلّ إمام، وهي لا تتنافى مع الخطّين الكلّيّين اللذين تحدّث عنهما الشهيد الصدر (قدّس سرّه) وافترضهما بالنسبة إلى الأئمّة (عليهم السلام) كلّهم.
3- أمّا عندما تحدّث (قدّس سرّه) عن ثلاثة أدوار عاشها الأئمّة (عليهم السلام): دور تفادي صدمة الانحراف وتحصين الامّة ضدَّه، دور بناء الكتلة، ودور التوسّع والإعداد لتسلّم الحكم، ففقد قصد من (الدور): المرحلة التاريخيّة؛ فالأدوار الثلاثة عبارة عن المراحل التاريخيّة التي تتمايز عن بعضها على ضوء الطابع العام الذي يحكمها، ولهذا عبّر حيناً ب- (الدور) وآخر ب- (المرحلة).
ونترك تفاصيل الحديث عن هذه الأدوار- اتّحاداً وتنوّعاً- إلى محاضرات الكتاب.
طبعات الكتاب السابقة:
لم يُكتب لهذه المحاضرات أن تخرج إلى النور في حياة الشهيد الصدر (قدّس سرّه) وتحت نظره، ولكنّها طبعت بعد استشهاده طبعاتٍ عديدة، وبدرجات متفاوتة من حيث العناية والتدقيق، نذكر في ما يلي أهمَّها:
1- بعد أن كانت نسخة المرحوم الحجّة الشيخ حسن دبوق الخطيّة قد تلفت خلال الحرب اللبنانيّة في سبعينات القرن الميلادي المنصرم، تمّ إرشاد سماحة الحجّة السيّد محمّد الغروي (حفظه الله) إلى المرحوم الحجّة الشيخ فهد فهدي