الجهاد والتضحية في سبيل العقيدة.
ولكنّ هذه الأنوار التي تبهر المطالِع لم تكن نتيجةَ وعيٍ معمّقٍ تعيشه الامّة في أبعادها الفكريّة والنفسيّة، بل [كانت] نتيجةَ طاقةٍ حراريّةٍ هائلةٍ اكتسَبَتْها هذه الامّةُ بإشعاع النبي الأعظم (صلّى الله عليه وآله) عليها. هذه الامّة التي عاشت مع أكمل قائدٍ للبشريّة اكتسبت عن طريق الإشعاع من هذا القائد درجةً كبيرةً من الطاقة الحراريّة.
هذه الدرجة الكبيرة من الطاقة الحراريّة صنعت المعاجز، وصنعت البطولات، وصنعت التضحيات التي يقلّ نظيرها في تاريخ الإنسان، ولا اريد أن أذكر الأرقام.
طبعاً، أنتم قرأتم غزواتِ رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وقرأتم روحيّةَ المجاهدين في أيّام رسول الله، وإيثارَ كلِّ واحدٍ منهم للإسلام وللعقيدة، إيثارَه بكلّ وجوده، وبكلّ طاقاته وإمكاناته. هذه النماذج الرفيعة إنّما هي نتاج هذه الطاقة الحراريّة.
هذه الطاقة الحراريّة هي التي جعلت الامّة الإسلاميّة تعيش أيّامَ رسول الله محنةَ العقيدة بكلّ صبر، ثمّ تتحمّل مسؤوليّة هذه العقيدة بعد وفاة رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وتحمل لواء الإسلام- بكلّ شجاعةٍ وبطولةٍ- إلى مختلف أرجاء الأرض والعالم.
هذه هي طاقة حراريّة وليست وعياً.
ماهيّة الوعي والطاقة الحراريّة:
ويجب أن نفرّق ونميّز بين الطاقة الحراريّة وبين الوعي:
1- الوعي هو عبارة عن الفهم الفعّال الإيجابي المحرِّك للإسلام في نفس الامّة، الذي يستأصل جذور المفاهيم الجاهليّة السابقة استئصالًا كاملًا،