يتكرّر ذكرها في هذه المحاضرات، والتي قد يقع الخلط في ما بينها؛ فقد يلاحظ القارئ الكريم أنّ الشهيد الصدر (قدّس سرّه) تارةً يتحدّث عن دورٍ مشتركٍ للأئمّة (عليهم السلام)، واخرى عن اختلاف دور هذا الإمام عن ذاك .. ثمّ نراه يتحدّث تارةً عن دورين مارسهما الأئمّة (عليهم السلام)، واخرى عن ثلاثة أدوار عاشوها .. فما السرُّ في ذلك؟
هنا نقول بإيجاز، تاركين الوقوف على التفصيل إلى القارئ الكريم:
1- عندما تناول الشهيد الصدر (قدّس سرّه) الدور الذي تفرضه طبيعة الشريعة فإنّه تحدّث عن دورٍ مشتركٍ للأئمّة (عليهم السلام) متمثِّلٍ في خطّين: خطّ تصحيح الانحراف ومحاولة تسلّم زمام التجربة، وخطّ تحصين الامّة الإسلاميّة التي تعتبر الوجود المادي للرسالة الإسلاميّة. فالدور هنا بمعنى الهدف الكلّي العام، ولهذا عبّر (قدّس سرّه) في بعض الموارد- وهو في مقام الحديث عن هذين الخطّين- ب- (الهدف) بدل (الدور)؛ فالدور هنا يختزن الأهداف العامّة التي عاشها كلّ الأئمّة (عليهم السلام) دون استثناء.
2- وعندما تحدّث (قدّس سرّه)- مثلًا- عن اختلاف دور الإمام الحسن (عليه السلام) عن دور الإمام الحسين (عليه السلام)، كان ناظراً إلى الموقف الذي فرضه الوضع الخارجي الذي عاشه كلُّ إمام؛ فالحديث هنا عن الأهداف الآنيّة التي تقع في طول تلك الأهداف الكبرى؛ فالإمام الحسن والإمام الحسين (عليهما السلام) كانا يستهدفان تسلّم زمام الحكم وتحصين الرسالة الإسلاميّة على حدٍّ سواء، ولكنّ مجتمع الأوّل عاش مرض الشكّ، بينما عاش مجتمع الثاني مرض موت الإرادة، فاختلف موقف أوّلهما عن موقف الثاني بهذا اللحاظ، وإن عاشا الهدفين الكلّيين نفسيهما.
أو من قبيل حديثه في مقدّمته على (الصحيفة السجّاديّة) عن عمل الإمام زين العابدين (عليه السلام) على خطّين: خطّ مواجهة الخطر الناجم عن انفتاح المسلمين على ثقافات متنوّعة، وذلك من خلال العمل على الصعيد العلمي بنحوٍ يؤكّد في