إنّ كلَّ هذه النماذج والمظاهر للزعامة الشعبيّة التي عاشها أئمّة أهل البيت على طول الخطّ تبرهن على إيجابيّتهم، وشعورِ الامّة بدورهم الفعّال في حماية الرسالة.
8- الإيجابية تتكشّف في علاقات الأئمّة بالحكّام[1]:
ويمكننا أن ننظر من زاوية جديدة لنصل إلى نفس النتيجة، من زاوية علاقات الزعامات المنحرفة مع إمام أهل البيت على طول الخطّ؛ فإنّ هذه العلاقات كانت تقوم على أساس الخوف الشديد من نشاط الأئمّة ودورهم في الحياة الإسلاميّة، حتّى يصل الخوف لدى الزعامات المنحرفة أحياناً إلى درجة الرعب.
وكان محصول ذلك باستمرار تطويق إمام الوقت بحصار شديد، ووضع رقابة محكمة عليه، ومحاولة فصله عن قواعده الشعبيّة، ثمّ التآمر على حياته، ووفاته شهيداً بقصد التخلّص من خطره.
فهل كان من الصدفة أو مجرّدَ تسليةٍ أن تتّخذ الزعاماتُ المنحرفةُ كلَّ هذه الإجراءات تجاه أئمّة أهل البيت، بالرغم من أنّها تكلّفها ثمناً بالغاً من سمعتها وكرامتها؟! أو كان كلُّ ذلك نتيجةً لشعور الحكّام المنحرفين بخطورة الدور الإيجابي الذي يمارسه أئمّة أهل البيت؟! وإلّا فلماذا كلُّ هذا القتل والتشريد والنفي والسجن؟!
هل كان الأئمّة يحاولون تسلّم[2] الحكم؟[3]
يبقى سؤال واحد قد يتبادر إلى الأذهان، وهو: أنّ إيجابيّة الأئمّة هل
[1] العنوان منه( قدّس سرّه)، والترقيم منّا.
[2] كذا في المحاضرة الصوتيّة، وفي( إ):« استلام»، وكذا في المواضع الآتية.
[3] هذا العنوان منه( قدّس سرّه).