الأئمّة مع الامّة.
ب- انظروا إلى الإمام موسى بن جعفر كيف يقول لهارون الرشيد: «أنت إمام الأجسام، وأنا إمام القلوب»[1].
ج- انظروا إلى عبد الله بن الحسن حين أراد أن يأخذ البيعة لابنه محمّد كيف يقول للإمام الصادق: «واعلم- فديتُك- أنّك إذا أجبتني لم يتخلّف عنّي أحدٌ من أصحابك، ولم يختلف عليّ اثنان من قريش ولا من غيرهم»[2].
د- ولاحظوا مدى ثقة الامّة بقيادة أئمّة أهل البيت نتيجةً لما يعيشونه من دورٍ إيجابيٍّ في حماية الرسالة ومصالح الامّة.
لاحظوا المناسبة الشهيرة التي أنشد فيها الفرزدق قصيدته في الإمام زين العابدين: كيف أنّ هيبة الحكم وجلال السلطان لم [يستطيعا] أن [يشقّا] لهشام طريقاً لاستلام الحجر بين الجموع المحتشدة من أفراد الامّة في موسم الحجّ، بينما استطاعت زعامة أئمّة أهل البيت أن تكهرب تلك الجماهير في لحظةٍ، وهي تحسّ بمقدم الإمام القائد، وتشقّ الطريق بين يديه نحو الحجر[3]!
ه– لاحظوا قصّة الهجوم الشعبي الهائل الذي تعرّض له قصر المأمون نتيجةً لإغضابه الإمامَ الرضا، فلم يكن للمأمون مناصٌ [من] الالتجاء إلى الإمام لحمايته من غضب الامّة، فقال له الإمام: «اتّقِ الله في امّة محمّد وما ولّاك من هذا الأمر وخصّك به؛ فإنّك قد ضيّعت امور المسلمين، وفوّضت ذلك إلى غيرك يحكم فيه بغير حكم الله عزّ وجلّ»[4].
[1] « أنا إمام القلوب وأنت إمام الجسوم» الصواعق المحرقة 592: 2.
[2] الكافي 359: 1، الحديث 17.
[3] الأغاني 246: 21؛ تاريخ مدينة دمشق 400: 41؛ تذكرة الخواص: 296؛ تاريخ الإسلام 208: 8؛ البداية والنهاية 108: 9. وفي: الفتوح 72: 5 أنّه أنشأها في الإمام الحسين( عليه السلام)، وسيتجدّد استشهاده( قدّس سرّه) بهذه الحادثة في بحث( نبذة عن الإمام علي بن الحسين( عليه السلام)).
[4] عيون أخبار الرضا( عليه السلام) 160: 2، الحديث 24.