وقد[1] نفسّر على هذا الضوء اهتمامَ الإمام العسكري وهو في المدينةبمشروع كتابٍ يصنّفه الكندي وهو في العراق حول متناقضات القرآن؛ إذ اتّصل به عن طريق بعض المنتسبين إلى مدرسته، وأحبط المحاولة، وأقنع مدرسة الكندي بأنّها على خطأ[2].
7- الإيجابيّة تتكشّف في علاقات الأئمّة (عليهم السلام) بالامّة[3]
: وفي الواقع: إنّ حياةَ الأئمّة (عليهم السلام) زاخرةٌ كلَّها بالشواهد على إيجابيّة الدور المشترك الذي كانوا يمارسونه.
فمن ذلك: علاقاتُ الأئمّة (عليهم السلام) بالامّة والزعامة الجماهيريّة واسعة النطاق التي كان إمام أهل البيت يتمتّع بها على طول الخطّ؛ فإنّ هذه الزعامة لم يكن إمامُ أهل البيت يحصل عليها صدفةً، أو على أساس مجرّد الانتساب إلى الرسول- والمنتسبون إلى الرسول كُثُر-، بل على أساس العطاء والدور الإيجابي الذي يمارسه الإمام في الامّة بالرغم من إقصائه عن منصب[4] الحكم؛ فإنّ الامّة لا تمنح- على الأغلب- الزعامة مجاناً، ولا يمتلك الفرد قيادتها ويحتلُّ قلوبها بدون عطاء سخيّ منه تستشعره الامّة في مختلف مجالاتها، وتستفيد منه في حلّ مشكلاتها والحفاظ على رسالتها.
أ- إنّ تلك الزعامة الواسعة- التي كانت نتيجةً لإيجابيّة الأئمّة (عليهم السلام) في الحياة الإسلاميّة- هي التي جعلت من عليٍّ (عليه الصلاة والسلام) المثلَ الأعلى للثوّار الذين قضوا على عثمان[5]، وهي التي كانت تتمثَّل في مختلف العلاقات التي عاشها
[1] في المحاضرة الصوتيّة إضافة:« يُمكن أن».
[2] مناقب آل أبي طالب 424: 4، ولم يرد في المصدر اسم التلميذ.
[3] العنوان منه( قدّس سرّه)، والترقيم منّا.
[4] كذا في المحاضرة الصوتيّة، وفي( إ):« مركز».
[5] « إنّ الناس كانوا يأتون عليّاً لسابقته وقرابته وفضله، لا أنّه أراد ذلك منهم» أنساب الأشراف 551: 5.