4- إنقاذ الدولة الإسلاميّة من التحدّي الكافر الذي يهدّد سيادتها:
وتمثَّل أيضاً في إنقاذ الدولة الإسلاميّة من تحدٍّ كافرٍ يهدّد سيادتها، كالتحدّي الذي واجهه [عبدالملك][1] من الروم بشأن النقد، وعَجِزَ عن الردّ عليه. وكان الإمام الباقر (عليه السلام)[2] في مستوى الردّ على هذا التحدّي، فخطّط للاستقلال النقدي[3].
5- معارضة الزعامات المنحرفة بنحوٍ يعكس الوجه الحقيقيَّ للرسالة:
وتمثَّل الدور الإيجابي للأئمّة أيضاً في تلك المعارضة القويّة العميقة التي كان الأئمّة يواجهون بها الزعامات المنحرفة بإرادة صلبة لا تلين، وقوّة نفسيّة صامدة لا تتزعزع؛ فإنّ هذه المعارضة بالرغم من أنّها اتّخذت مظهر السلبيّة والمقاطعة في أكثر الأحايين بدلًا عن مظهر الاصطدام الإيجابي والمقابلة المسلّحة، غير أنّ المعارضة- حتّى بصيغتها السلبيّة- كانت عملًا إيجابيّاً عظيماً في حماية الإسلام والحفاظ على مُثُله وقيمه؛ لأنّ انحراف الزعامات القائمة كان يعكس الوجه المشوَّه للرسالة، فكان لا بدّ للقادة من أهل البيت أن يعكسوا الوجه النقيَّ المشرقَ لها، وأن يؤكّدوا- عمليّاً باستمرار- المفارقاتِ بين الرسالة و [بين] الحكم الواقع.
[1] في المحاضرة الصوتيّة:« هشام»، والصحيح ما أثبتناه وفقاً للمصادر التاريخيّة، وهو الذي سيذكره( قدّس سرّه) في بحث( نبذة عن الإمام علي بن الحسين( عليه السلام)).
[2] ذكر الشهيد الصدر( قدّس سرّه) في بحث( نبذة عن الإمام علي بن الحسين( عليه السلام)) أنّ عبدالملك بن مروان لجأ إلى الإمام زين العابدين( عليه السلام)، الذي أرسل بدوره ابنه الإمام الباقر( عليه السلام) إلى الشام بهدف حلّ المعضلة، ولكنّنا لم نعثر عليه، وسيأتي بعضُ التعليق هناك، فراجع.
[3] المحاسن والمساوئ 342: 1؛ الأمالي( ابن سمعون) 61: 1؛ حياة الحيوان الكبرى 96: 1- 97.