وصراحة: «إذاً لقوّمناك بسيوفنا»[1].
2- تعرية الزعامة المنحرفة:
وتمثَّل في تعرية الزعامة المنحرفة إذا أصبحت تشكّل خطراً ماحقاً، ولو عن طريق الاصطدام المسلّح بها، والشهادة في سبيل كشف زيفها وشلّ تخطيطها، كما صنع الإمام الحسين مع يزيد.
3- مجابهة المشاكل التي تهدّد كرامة الدولة الإسلاميّة:
وتمثَّل في مجابهة المشاكل التي تهدّد كرامة الدولة الإسلاميّة وتعجز الزعامات المنحرفة عن حلّها: كما في المشكلة التي أحدثها كتاب ملك الروم إلى عبد الملك بن مروان؛ إذ عجز عبد الملك عن الجواب على الكتاب في مستواه[2]، فملأ الإمام زين العابدين هذا الفراغ، وأجاب بالشكل الذي يحفظ للدولة كرامتها وللُامّة الإسلاميّة هيبتها[3].
[1] سيستشهد الشهيد الصدر( قدّس سرّه) بهذه الحادثة في المحاضرة الثامنة، تحت عنوان: الخطّ الثاني: خطُّ تحصين الامّة، معارضة الحكّام ومنعهم عن المزيد من الانحراف، وفي المحاضرة التاسعة، عند حديثه عن السبب الثالث من أسباب رفض الإمام( عليه السلام) المساومات وأنصاف الحلول، ناسباً القول إلى الامّة. وكان( قدّس سرّه) قد استشهد به في( فدك في التاريخ: 39) ناسباً إيّاه إلى( شخص) لا إلى أمير المؤمنين( عليه السلام). وهو يتناسب مع ما ذكره القاضي عبد الجبّار من أنّه روي عن الخليفة الثاني أنّه قال لأصحاب النبي( صلّى الله عليه وآله):« أنشدكم الله! هل تروننى عدلًا؟»، قالوا:« لو غير ذلك رأيناك لقوّمناك بأسيافنا»( المغني في أبواب التوحيد والعدل 76: 20)؛ حيث لم ينصّ على أنّ عليّاً( عليه السلام) هو القائل. ويبدو أنّه( قدّس سرّه) يقصد هنا ما روي من أنّ الخليفة الثاني خطبهم فقال:« لو صرفناكم عمّا تعرفون إلى ما تنكرون ما كنتم صانعين؟»، قال: فسكتوا .. فقام عليٌّ( عليه السلام) فقال:« يا أمير المؤمنين! إذاً كنّا نستتيبك، فإن تبت قبلناك»، قال:« فإن[ لم أتب]؟»، قال:« إذاً نضرب الذي فيه عيناك»[ ربيع الأبرار ونصوص الأخيار 150: 3؛ المناقب( الخوارزمي): 98، الحديث 100]، ورواه الإربلي بدون:« يا أمير المؤمنين!»( كشف الغمّة في معرفة الأئمّة( عليهم السلام) 118: 1).
[2] في( إ):« على كتابٍ في مستواه»، ولكنّ الأرجح أنّ مقصوده( قدّس سرّه):« على الكتاب بكتاب في مستواه».
[3] مناقب آل أبي طالب 161: 4؛ بحار الأنوار 132: 46 كلاهما نقلًا عن( العقد الفريد)، لكنْ في نسخته المطبوعة أنّ عبدالله بن الحسن هو الذي ملأ هذا الفراغ( العقد الفريد 73: 2). وفي مصادر اخرى نقلًا عن علي بن الحسين- والمقصود به السجّاد( عليه السلام)- أنّ عبدالملك استشار ابن الحنفيّة( تاريخ مدينة دمشق 54: 332؛ تذكرة الخواص: 266).