التجربة وتمويلها[1] تشريعيّاً وتوجيهها سياسيّاً إلى الأئمّة؛ بوصفهم الأشخاص العقائديّين الذين بلغوا في مستواهم العقائدي درجة العصمة عن الانحراف والزلل والخطأ.
غير أنّنا حين نحاول أن نحدّد الدور المشترك الذي مارسه الأئمّة ككلٍّ في تاريخهم المديد[2] لا نعني هذا الدورَ القياديَّ في تزعّم التجربة الإسلاميّة؛ لأنّنا نعلم جميعاً أنّ الأحداث المؤلمة التي وقعت بعد وفاة الرائد الأعظم (صلّى الله عليه وآله) قد أقصت الأئمّة عن دورهم القيادي في تزعّم التجربة، وسلّمت مقاليد الرسالة ومسؤوليّة تطبيقها إلى أشخاص آخرين انحرف معهم التخطيط[3]، واشتدّ الانحراف على مرّ الزمن.
وإنّما نريد بالدور المشترك في تاريخ الأئمّة: الموقفَ العامَّ الذي وقفوه في خضمِّ الأحداث والمشاكلِ التي اكتنفت الرسالة بعد انحراف التجربة وإقصائهم عن مركزهم القيادي في زعامتها.
وهنا نجد تصوّراً شائعاً لدى كثيرٍ من الناس الذين اعتادوا أن يفكّروا في الأئمّة بوصفهم اناساً مظلومين فحسب، قد اقصوا عن مركز القيادة وأقرّت الامّة هذا الإقصاء، وذاقوا بسبب ذلك ألوان الاضطهاد والحرمان؛ فهؤلاء الناس يعتقدون أنّ دور الأئمّة في حياتهم كان دوراً سلبيّاً على الأغلب نتيجةً لإقصائهم عن مجال الحكم؛ فحالهم حالُ من يملك داراً فتغصب منه، وينقطع أمله في إمكان استرجاعها.
وهذا التفكير- بالرغم من أنّه خاطئ- يعتبر خطأً من الناحية العمليّة؛ لأنّه يحبِّب إلى الإنسان السلبيّة والانكماش والابتعاد عن مشاكل الامّة
[1] كذا في المحاضرة الصوتيّة، وفي( إ):« تنويرها».
[2] كذا في المحاضرة الصوتيّة، وفي( إ):« المرير».
[3] كذا في المحاضرة الصوتيّة، وفي( إ):« التطبيق».