بعد إقامة المؤتمر العالمي الرابع للشهيد محمد باقر الصدر رضوان الله عليه، أسس مركز الشهيد محمد باقر الصدر للأبحاث التخصصية في عام ٢٠٠٠م، بغية إحياء التراث العلمي والفكري والمعرفي لهذا المفكر المجدد بما يليق بشخصيته الفذة. قد اتخذ المركز هدفين أساسيين برؤية استراتيجية؛ الأول: البحث والدراسة في مؤلفات وأفكار ورؤى الشهيد محمد باقر الصدر رضوان الله علیه وثانياً: ترجمتها ونقلها إلى اللغات العالمية الحية. قام المركز في اول خطوة عملية بجمع الكتب وأعمال الشهيد و بعد البحث و التنقيح و إضافة الإنتاجات والمؤلفات غير المطبوعة تمّ طبعها و رأت النور، تحت عنوان “موسوعة الإمام الشهيد السيد محمد باقر الصدر رضوان الله علیه” في ٢١ مجلداً.

السيرة الذاتية  للشهيد الصدر وأسرته

لقد نور عالِمنا السيد الشهيد محمد باقر الصدر في عام 1938م، وذلك في مدينة الكاظمية بالعراق، وهو ابن السيد حيدر الصدر، وجدّه السيد اسماعيل الصدر الذي كان من مراجع الدين في ذلك الوقت، هذه الأسرة النورانية يعود نسلُها إلى الإمام موسى الكاظم (عليه السلام).

فقد هذا العظيم أي السيد الصدر أباه عندما كان يبلغ من العمر ثلاث سنوات، مثل جدّه الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلّم)، فقام جدّه بتربيته، هنا نلاحظ أن تأريخ العظماء يُسَطّر من السماء، أما اخته آمنة الصدر، فكانت تشتهر باسم (بنت الهدى)، وقد درست عند شقيقها السيد الصدر، والتي كانت مسؤولة عن إدارة عدد من المدارس الخاصة بالفتيات في العراق.

هجرة السيد الصدر إلى النجف ونهْل العِلْم من هناك

هاجر السيد الشهيد الصدر إلى النجف الأشرف في عام 1945م، وبدأ التحصيلات العلمية في الحوزة العلمية هناك، هذا وقد كان أكمل الدروس الأولى عند أخيه الأكبر في الكاظمية، أما في النجف، فقد درس عند آية الله الخوئي الذي كان من فطاحلة الحوزة وكبارها، وآية الله محمد رضا آل ياسين الذي لا يقلّ عن السيد الخوئي في المقام العلمي، ثم درس الكفاية والأسفار الأربعة عند آية الله البادكوبي.

وهبَ نفسَه للتدريس

بدأ آية الله الشهيد الصدر بتدريس بحْث الخارج في الفقه والأصول في حوزة النجف الاشرف، وفي السنوات الأخيرة، قام الشهيد الصدر بتحليل البحوث الفلسفية، وطرْحها كآثار علمية لتكون في خدمة الأُمّة الإسلامية.

 

المؤلفات العلمية:

أقدم الشهيد الصدر على تأليف عدد من الكتب والمؤلفات في مواضيع متنوعة، وخاصة تُعتَبر من الآثار العلمية القيّمة، مثل كتاب فلسفتنا، واقتصادنا، والأسس المنطقية للإستقراء، والبنك اللاربوي في الإسلام، والفتاوى الواضحة، ودروس في علم الأصول، والإسلام يقود الحياة، وغيرها من الكتب و  المؤلفات.

 

النشاطات الاجتماعية والسياسية

نشاطات الشهيد الصدر الاجتماعية والسياسية، كانت لا تختص بالشؤون الفكرية فقط وإنما تجاوزتها إلى الشؤون الثقافية، فقد أشرف على تأسيس حزب الدعوة الإسلامية وذلك في العام 1377 هـ، بالتنسيق مع رموز الفكر والمقامات العلمية المرموقة في المجتمع آنذاك.